بَسِيطَةٌ.. هِيَ كَالمَسَاءْ
كَالدِّفْءِ فِي لَيْلِ الشِّتَاءْ
سَاقَانَ مَدْفُونَانَ دَاخِلَ جَوْرَبَيْنِ وَ فَوْقَهُمْ..
مَوْجَاتُ أَقْبِيَةِ الغِطَاءْ
لَمْ يَبْدُ غَيْرَ الوَجْهِ وَ الكَفَّيْنِ مُمْسِكَتَيْنِ دِيوَاناً..
وَ مِلْءُ القَلْبِ آَهَاتٌ بِغَيْرِ عَنَاءْ
بَسِيطَةٌ.. فِي مَهْدِها..
فِي سُهْدَهَا..
فِي وَجْدِهَا بِالعِشْقِ وَ كَأَنَّ الهَوَى قَدْ زَارَهَا..
مِنْ بَيْتِ شِعْرٍ مُلْهِبٌ فِيهِ المَقَالْ
***
بَسِيطَةٌ.. فِي اللَّيْلِ حَتَّى حِينَ تَسْهَـرُ فِي سَمَاعِ الأُغْنِيَاتْ
تَخْتَارُ أُغْنِيَةً بِلاَ هَجْرٍ وَ لاَ غَدْرٍ وَ لاَ حُزْنٍ وَ لاَ أَنَّاتْ
وَ تُقَلِّبُ الأَشْرِطَةَ أَحْيَاناً وَ لاَ تَجِدُ الذِي تَبْغِي..
فَتَخْتَارُ (البِيَانُو) وَحْدَهُ يَشْدُو بِلاَ كَلِمَاتْ
وَ تُمَدِّدُ السَاقَيْنِ فَوْقَ سِرِيرِهَا..
وَ كَأَنَّهَا غَطَّتْهُ نَسْجَ حَرِيرِهَا..
وَ تَبِيتُ هَانِئَةً بِغَيْرِ مَلاَلْ
لَمْ يَبْقَ مِنْ زَخَمِ النَّهَارِ لَهَا بِبَالْ
وَ كَأَنَّهَا (أَلِيسُ) قَدْ حَزَمَتْ حَقَائِبَهَا وَ عَزَمَت الارْتِحَالْ
إِلَى مَوَاطِنِ الخَيَالْ
***
بَسِيطَةٌ.. هِيَ كَالعَنَاقِيدِ الدَّوَالْ
كَقَبْضَةِ اليَدَيْنِ للرِّمَالْ
كَشَرْبَةِ المِيَاهْ
لَكِنَّهَا.. بِدُونِهَا.. لَنْ تَمْضِيَ الحَيَاهْ
بَسِيطَةٌ.. لَكِنَّ فِي بَسَاطَتِهَا المُحَالْ