التقيت به قبل 25 عاما تقريبا ، كان اول زميل تعرفت به وتوطدت علاقتي به ، عند إلتحاقي بالعمل
في المؤسسة الدولية التي كنت أعمل بها ...
كان من اليمن .. ولكنه ترك وطنه ( بلده ) واهله .. وجاء الى السعودية ، وتخرج من جامعة الملك
عبد العزيز/ بجدة ، وواصل دراسته أثناء العمل .. وحصل على درجة الماجستير.. في إدارة
الأعمال ..
كان الشخص الوحيد ، الذي تبرع ، بتعليمي أبجدية العمل في تلك المؤسسة .. أصبحت فيما بعد
رئيسه في العمل ، وكان الصديق.... الصدوق .....
كان دائما يخاطبني / عم رهين .. ، رغم طلبي منه ياستعمال كلمة " أخ " .. إلا أنه كان دائما
يرفض، ويصر على مناداتي ..... " عم رهين " ...
حتى بعد أن تركت الإدارة ، التي كنت أعمل معه فيها ، وإنتقالي ، إلى إدارات / مسئوليات أخرى ..
طالما جاء إلى مكتبي .. ليسأل عني .. ...
لكنه كان .... قليل الحظ .. في العمل ، وربما في الحياة كلها ...
كان صابرا ..... صبورا ...
جائتني مكالمة .. اليوم من أحد الزملاء الذي يعرف مدى العلاقة الوثيقة التي تجمعني به ...
سألني تفتكر ألأخ علي .....
نعم وكيف لا أذكره وهو الذي علمني .. أبجدية العمل في المؤسسسة...
البقية في حياتك .. إنتقل إلى رحمة الله ..
كيف ؟؟
تغيب عن العمل 3 أيام .. ذهبوا للسؤال عنه في منزله .. وجدوه ميتا .. منذ 3 أيام ..
عاش وحيدا ... ومات وحيدا ...
ليرحمك الله ياعلي ...... ويدخلك فسيح جناته ....
هذا هو النعي الوحيد الذي سيحصل عليه أخي وصديقي علي ...... ، دون ذكر إسمه كاملا .. وبمعرف مجهول ... فقد عاش مجهولا ومات مجهولا .. وسيدفن مجهولا .. فهل سبيعث مجهولا ؟؟
إنا لله وإنا إليه راجعون
رهين المحبسين / لا عزاء للضعفاء ..