وهي فرع من فروع العلوم الطبية التي تعنى بالوقاية والعلاج أو تخفيف الألم من أمراض وإصابات الحيوانات خاصة الأليفة منها، وهو يشمل علم التشريح المجهري والتشريح والكيمياء وعلم الجراثيم وعلم الطفيليات وعلم الأمراض وعلم العقاقير وعلم وظائف الأعضاء ( التشريح ) في الحيوان .
ويساعد الأطباء البيطريين على حماية الإنسان من أكثر من 100 مرض حيواني التي يمكن انتقالها إلى الإنسان . وأكثر من نسبة 60% من الأطباء البيطريين يعالج الحيوانات . ولكن في السنوات الأخيرة وحيث توجد المناطق المكتظة بالسكان يقتصر نشاط العديد من البيطريين على علاج الحيوانات الأليفة . والبعض منهم أخذ يتخصص في علاج بعض الحيوانات مثل الخيول والماشية والطيور الداجنة وحيوانات الحدائق . والبعض يعنى بالمشاكل الطبية الخاصة بالحيوان مثل أخصائيي العيون والأمراض الجلدية والأشعة والأمراض . وهناك عدد منهم متخصص في التدريس وإجراء الأبحاث حيث يقومون بتصنيع الدواء للإنسان والحيوان . وهناك عدد قليل من البيطريين يعملون كمديرين لمزارع تسمين البقر ومعامل منتجات الألبان الكبيرة والعديد من مزارع الدواجن التي يزيد عددها بصفة مستمرة . والقليل من البيطريين يعملون الآن في التهجين حيث يتم نقل البويضة المخصبة من الحيوان المانح الأعلى جودة إلى رحم البقرة الأقل جودة في الصفات الوراثية .
وفي القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي كتب الصاحب تاج الدين في كتابه البيطرة وتحدث فيه عن الخيل، والحمير، والبغال وصفاتها وعيوبها الجسمانية وعيوبها الخلقية . والعيوب الحادثة من الآفات ولدغ الهوام ونهش السباع. وذكر أسماء جميع العلل والأمراض مفصلا بدءا من الرأس وحتى أمراضها التناسلية . ومن أمثلة ما أشار إليه الصاحب تاج الدين " أنه قد يعرض للخيل والدواب في أسنانها وأضراسها علل من ضربين : أحدهما طبيعي والآخر عرضي ، فأما الطبيعي فإبدال الأسنان والأضراس ، واختلاف ذلك في الأوقات والأزمنة ، وكالزوائد النابتة عليها في أوقات مختلفة . وكالأسنان البارزة من الفم التي تسميها الفرس في صفات الدواب ( اشتردندان ) وتفسيره أسنان الجمل .
وأما العرضي فهو لما زاغ من الأسنان والأضراس عن الاعتدال لعلة من العلل كالضربة بالسيف والسقطة وغير ذلك مما يخرجها أو تكسرها أو تحيلها عن جهة خروجها أو يحدث فيها أشباه تمنع الأسنان من الحركة لحد العلف، ويؤذي الدابة إيذاء شديدا حتى يمنعها من العلف وعلاج ما حدث من هذه الأشياء المؤذية للدابة فهو على ما نصفه لك .
أما ما كان من زوائد الأسنان التي تسمى ( اشتردندان ) ومن أجناسها من هذا النوع من التواء الأسنان والأنياب والأضراس وبسطها أو انكسار بعضها حتى يخرج اللسان ويؤذي الدابة فإذا أردت صلاح ذلك فافتح فا الدابة بالسلم واقلع النواتئ والزوائد وما أوذي منها بالمقدار وافركه بما تشعب منها من أصولها وما انثنى وأفرط في الخروج عن حد الاعتدال الطبيعي بالمبارد حتى تدوره إلى حال شبيه بحال الاعتدال ومقارنة لذلك على قدر الإمكان .
وأما ما أنجرح وانثلم وانكسر أو تحرك فبالمراهم والأضمدة على ما نحن ذاكروه وقد أشار الصاحب تاج الدين في علاج تحرك الأسنان أن " يؤخذ حلتيت فيسحق بشيء من زيت ثم يقطر في أصول الأسنان فإنه نافع إن شاء الله وله أيضا تؤخذ حبة السوداء فتقلى ثم تسحق بخل ثقيف ثم يقطر على أصول الأسنان وله أيضا في تحرك الأسنان والأضراس وورمها وأوجاعها وسائر ما يحدث لها : تأخذ عيدان الشبرم الغضة واليابسة فتصب عليها خلا حاذقا ما يعمرها ثم تغليه على النار حتى يبقى منه النصف ثم تأخذ أسفنجه بعد أن يصفى ذلك الخل وتفتره حتى يمكن وتكمد به الأسنان والأضراس الوارمة والمتحركة فإنه نافع لها بإذن الله وينفع من هذه العلة دواء وصفته : تأخذ قشور الرمان وعصفا وقشور اللبان والقمولية فاسحقها وانخلها واعجنها بخل والصقها على المواضع المتألمة من الأسنان والأضراس المتحركة وعلى العمور ولحم اللثة فإنه يشدها ويقويها وتربط اللسان وتمسكه خارجا ساعة ثم تغسله بالماء البارد وتطلقه وتمنع الدابة من الشعير واليبس وتصير علفه الخضرة كالرطاب والحشيش وما أشبه ذلك من العلف الرطب فإنه ينتفع بذلك في لهواته وعمروه منفعة عظيمة .
الطب البيطري الحديث :
لقد وضع الطب البيطري الحديث على قدم المساواة مع الطب البشري ، وانتشرت العديد من العيادات البيطرية الخاصة في العديد من المناطق وأصبحت الواحدة منها مكدسة بطبيبين بيطريين أو أكثر كما يحضر العمليات العديد من المتخصصين في علاج حيوانات معينة . ويتزايد الطلب على التفتيش الغذائي الذي يقوم به البيطريون وتنظيم تجارة جميع أنواع الماشية والقضاء على الأوبئة التي تصيب الحيوان . وعلاوة على ذلك تتطلب الرقابة المفروض على العديد من المزارع الحيوانية خبراء بيطريين في التطعيم و التحصين المناعي وبعض الأساليب الخاصة في التهجين .